سورة المطففين - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المطففين)


        


{ويل للمطففين} يعني: الذين يبخسون حقوق النَّاس في الكيل والوزن.
{الذين إذا اكتالوا} أخذوا بالكيل {على الناس} من النَّاس {يستوفون} يأخذون حقوقهم تامَّة وافيةً.
{وإذا كالوهم} كالوا لهم {أو وزنوهم} وزنوا لهم {يخسرون} ينقصون.
{ألا يظن أولئك} ألا يستيقن أولئك الذين يفعلون ذلك {أنهم مبعوثون}.
{ليوم عظيم} يعني: يوم القيامة.
{يوم يقوم الناس} من قبورهم {لربِّ العالمين} والمعنى أنَّهم لو أيقنوا بالبعث ما فعلوا ذلك.
{كلا} ردعٌ وزجرٌ، أَيْ: ليس الأمر على ما هم عليه، فليرتدعوا {إنَّ كتاب الفجار} الذي فيه أعمالهم مرقومٌ مكتوبٌ مثبتٌ عليهم في {سجين} في أسفل سبع أرضين، وهو محل إبليس وجنده.
{وما أدراك ما سجين} أي: ليس ذلك ممَّا كنتَ تعلمه أنت ولا قومُك. وقوله: {كتاب مرقوم} فمؤخَّرٌ معناه التَّقديم؛ لأنَّ التَّقدير كما ذكرنا: إنَّ كتاب الفجَّار كتابٌ مرقومٌ في سجِّين.


{كلا بل ران على قلوبهم} أي: غلب عليها حتى غمرها وغشيها {ما كانوا يكسبون} من المعاصي، وهو كالصَّدأ يغشى القلب.
{كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} يحجبون عن الله تعالى فلا يرونه.
{ثم إنهم لصالوا الجحيم} لداخلو النَّار.
{ثمَّ يقال هذا} العذاب {الذي كنتم به تكذِّبون} في الدُّنيا.
{كلا إنَّ كتاب الأبرار لفي عليين} في السَّماء السَّابعة تحت العرش.
{وما أدراك} وما الذي أعلمك يا محمد {ما عليون} كيف هي، وأيُّ شيءٍ صفتها.
{كتاب مرقوم} يعني: كتاب الأبرار كتابٌ مرقومٌ.
{يشهده المقربون} تحضره الملائكة؛ لأنَّ عليين محلُّ الملائكة.


{على الأرائك ينظرون} أَيْ: إلى ما أعطاهم الله سبحانه من النَّعيم والكرامة.
{تعرف في وجوههم نَضْرَةَ النعيم} أي: غضارته وبريقه.
{يسقون من رحيق} وهو الخمر الصَّافية. {مختوم}.
{ختامه مسك} يعني: إذا فني ما في الكأس وانقطع الشَّراب يختم ذلك الشَّراب برائحة المسك. {وفي ذلك فيتنافس المتنافسون} فليرغب الرَّاغبون بالمبادرة إلى طاعة الله عزَّ وجلَّ.
{ومزاجه} ومزاج ذلك الشَّراب {من تسنيم} وهو عينُ ماءٍ تجري في جنَّة عدنٍ، وهي أعلى الجنَّات، ثمَّ فسَّره فقال: {عيناً يشرب بها المقربون} أَيْ: يشربها المُقرَّبون.
{إنَّ الذين أجرموا} أشركوا: يعني: أبا جهلٍ وأصحابه {كانوا من الذين آمنوا} من فقراء المؤمنين {يضحكون} استهزاءً بهم.
{وإذا مروا بهم يتغامزون} يغمز بعضهم بعضاً ويشيرون إليهم.
{وإذا انقلبوا} رجعوا {إلى أهلهم} أصحابهم وذويهم {انقلبوا فاكهين} مُعجبين بما هم فيه، يتفكَّهون بذكر المؤمنين.
{وإذا رأوهم} رأوا المؤمنين {قالوا إنَّ هؤلاء لضالون}.
{وما أرسلوا} يعني: الكفَّار {عليهم} على المؤمنين {حافظين} لأعمالهم موكلين بأموالهم.
{فاليوم} يعني: يوم القيامة {الذين آمنوا من الكفار يضحكون} كما ضحكوا منهم في الدُّنيا.
{على الأرائك ينظرون} إليهم كيف يُعذَّبون.
{هل ثوِّب الكفار ما كانوا يفعلون} أي: هل جُوزوا بسخريتهم بالمؤمنين في الدُّنيا؟